أقيم في مدينة قم " العاصمة الدينية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في 28 يناير/ كانون الثاني 2016 م المؤتمر الدولي " الحركات التكفيرية ومسؤولية العلماء المسلمين " تحت رعاية سماحة السيد آية الله مكارم شيرازي وسماحة السيد آية الله سبحاني.
وحضر المؤتمر ممثلون عن الدوائر العلمية الاسلامية من 25 دولة منها: العراق، إيران، باكستان، تركيا، السنغال، لبنان، نيجيريا، سوريا، مصر كما حضر المؤتمر السادة السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في طهران، بما في ذلك ممثلي عن السفارة الروسية ..
وقد مثل مسلمي روسيا الاتحادية وفداً برئاسة الشيخ روشان عباسوف النائب الأول لرئيس مجلس شورى المفتين لروسيا، نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، وعضوية السيد ايلدار علييف مدير إدارة العلاقات الدولية.
وقال آية الله مكارم شيرازي في كلمته الترحيبية " إن هذا المؤتمر يهتم فقط بالقضايا العلمية والأكاديمية، وهو ليس منظمة سياسية أواجتماع سياسي. وجميع العلماء الحاضرين معترف بهم ومحط احترام من قبلنا".
وأضاف سماحته " إن الهدف من المؤتمر هو بحث وتحليل أسباب وجذور التكفير (الاتهام بالكفر)، وكذلك إعداد ونشر ردود علمية على الشكوك التي يطلقها وينشرها أتباع الحركات التكفيىرية ". " نحن المسلمون لا ننتمي إلى أولئك الدين يقدمون الإسلام على إنه دين يدعوا إلى المعاملة القاسية ويدعوا إلى القتل بدلا من أن ينقل للعالم صورة هذا الدين الجميلة، التي تدعوا إلى المحبة والرحمة "
وفي ختام كلمته، قدم سماحة آية الله مكارم شيرازي اقتراحا لإنشاء محطة تلفزيونية كمنصة دولية في العالم تبث في عدة لغات، مهمتها الرئيسية مواجهة التكفير في مظاهره المختلفة، وقد تم تأييد هذا الاقتراح من قبل المشاركين في المؤتمر.
في نهاية المؤتمرصدربيان يبين نتائج المؤتمر، أكد أن "الخلافات الحالية في العالم الإسلامي، لا تمس المبادئ الأساسية والواضحة للدين، وعلى أي حال لا يمكن أن تكون سبباً في توجيه تهمة الكفر أوالانحراف عن الإسلام.
وألقى الشيخ روشان عباسوف كلمة أمام المشاركين في المنتدى هذا نصها :
الحمد لله الذي أنار الوجود بخير البرية، ونشرالأمن والسلام برسالته المحمدية ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطاهرين وصحبه الأكرمين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد :
اسمحو لي بداية أن أنقل لكم أحر عبارات التحية وأطيب الأماني باسم سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس شورى المفتين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية وباسم الأمة المسلمة في روسيا سماحة السيد مكرم شيرازي، كما اتقدم لكم بالشكرعلى الدعوة التي وجهتموها لنالحضور هذا المنتدى الهام الذي ينعقد في أحلك وأصعب الأوقات.
إن مسلمي روسيا الاتحادية يقفون مع الأمة الاسلامية في مواجهة أصحاب الأفكار الضالة والمنحرفة، الذين يستحلون الدماء ويزهقون الأرواح ويخربون المنشآت.
ومشاركتنا اليوم هو تأكيد على ضرورة التوافق على خطاب ديني لتوصيل رسالة الإسلام السمحة والوسطية البعيدة عن الغلو والتطرف، خطاب ديني متوازن يتوافق مع المرحلة المقبلة بما يخدم الدين والأمة خطاباً مطمئنا للمسلمين وغير المسلمين ويخاطب المخالفين في الرأي بالحسنى بعيدا، عن التشدد ولا يثير عداءً مع الآخرين، جوهره التمسك بالكتاب والسنة والتركيز على فقه الائتلاف وليس الاختلاف .
حِينَ تُصَابُ بَعْضُ الْمَفَاهِيمِ الْأَسَاسِيَّةُ فِي الْفِكَرِ الْإِسْلَامِيِّ بِالْاِخْتِلَاطِ وَالْاِلْتِبَاسِ، يُمْسَى تحْدِييدُ مَعَانِيِهَا مُهِمَّةً مُلِحَّةً لَا تَتَحَمَّلُ التَّأْخِيرَ أَوْ الْإِرْجَاءَ.
وَفِي هَذَا الْإِطَارَ ينبغي أَنْ نَعْتَرِفَ جَمِيعًا أَنَّ الْجَوَّ الْفِكَررِيَّ الْعَامَّ فِي الْعَالِمِ الْإِسْلَامِيِّ قَدْ أَصْبَحَ مُلَوَّثًا بِالْجَرَاثِيمِ، فَالْخُطَطُ مَحْبُوكَةٌ، وَالْخُيُوطُ مَوْصُولَةٌ مُتَشابِكَةٌ، وَالْهَدَفُ مِنهَا الْقَضَاءُ عَلَى الْحَضَاَرةِ الْإِسْلَامِيَّةِ، وَتَجْرِيد الْأُمَّةِ مِنْ حُقوقهَا وَثَرَوَاتِهَا.
وَفِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَال تَتَغَلَّبُ فَاعِلِيَّةُ الْأَعْصَابِ، عَلَى وحي الْفكرِ وَالْعَقلِ، فَضْلًا عَنْ ضَوَابِطِ الْأَحْكَامِ وَالنُّصُوصِ، وَلَا يَنْجُوَ مِنْ ثَائِرَةِ الْأَعْصَابِ الْمُهْتَاجَةِ إلا أُولُو الْعَزْمِ مِنْ أَصِحَابِ الْعِلْمِ وَالنُّهَى، ووأولو الْبَصيرَةِ الثَّاقِبَةِ بِشَرِيعَةِ اللَّهِ، الْوَاثِقُونَ مِنْ حكمةِ اللَّه.
وحِينَئِذٍ فَتَحْدِيدُ الْعِلَاجِ وَالسَّعْيِ فِي اِسْتِعْمَالِهِ، لَا يُغْنِيَانِ شَيْئًا عَنِ الْعَمَلِ عَلَى تَنْقِيةِ الْجَووِّ مِنَ الْجَرَاثِيمِ الَّتِي تَعْمَلُ شِئْنَا أَمْ أَبَيْنَا عَلَى انْتِشَار هَذَا الْمَرض َأَرْجُو أَنْ يَتَوَفَّرَ لَنَا فِي هَذَا الْمُلْتَقَى الْمُبَارَككِ إِمْكَانِيَّةُ وَضْع اِسترَاتيجيةٍ لِاتِّخَاذِ سُبُلِ الْوِقَايَةِ ضِدّ هَذَا الْوَبَاءِ الَّذِي يُهَدِّدَ كِيَانَ هَذِهِ الْأُمَّةَ مِنَ الْجُذُورِ. وَلِعَلَّ مَنِ الْأهَمِّيَّةَ بِمَكَانٍ أنْ أقولَ إِنّهُ مَهْمَا كَانَتْ الظُّروفُ الَّتِي نُمَربِهَا لَنْ يَكونَ هُنَاكَ أَيُّ مُبَرِّرٍ لِإِزَالَةِ التّعَااليمِ الشَّرْعِيَّةِ وَتَجَاهُلِ الْأَحْكَامُ الْفِقْهِيَّةُ الَّتِي هِي مَحَلَ إِجْمَاعُ الْأُمَّةِ .... بَلْ ينبغي أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ خَيْرَ عِلَاَجٍ لِلْمُشْكِلَاتِ الَّتِي نَعَانِي مِنهَا هُوَ تَجْدِيدُ الْعَهْدِ مَعَ اللَّه وَتَأْكِيدُ الْاِلْتِزَامِ بِتعَاليمِه
وَهُنَا ينبغي أَنْ نَسْأَلَ: هَلْ يَتَّفِقَ تَجْدِيدُ الْبَيْعَةِ مَعَ اللَّهِ مَعَ مَا يُقِدُم عَلَيهِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَرْفَعُفَعُونَ رايَةُ الْإِسْلَامِ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ، مِنْ هَذَا التَّقْتيلِ الذِي تدُور رَحَاهُ عَلَى خَلِيطٍ مِنَ النَّاسِ تُمَازَجُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ مَعَ غَيْرهِمْ، عَلَى أَرْضٍ لَمْ يُسْتَعْلنْ فِيهَا بِحَرْبٍ عَلَى أحَدٍ، وَلَمْ يَتَخَصَّصْ الْعَهْدُ والسِّلم فَوْقهَا لِفِئَةٍ دُونَ أُخْرَى. قال رسول الله ص : َمنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتي عَلَى أُمَّتي: يَضْرِبُ بِرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا ي يَفِي بِذِي عَهْدِهَا، فَلَيْسَ مِني] ‹‹ رَوَاهُ مُسْلِمُ. وكذلك حكمُ الأجانب والسائحين في تلك البلاد إذ يقول جل شأنه: وَإِنْ أحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اِسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَاَم اللَّه ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنهُ ذَلِكَ بِأَنّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ]التَّوْبَة:6َ.
هَكَذَا يقول صَرِيحُ بَيَانِ اللَّه عُزَّ وَجَلٌّ ..إِنّهُ يَأْمُرُ بِنَقِيضِ مَا يُقْدِمُ عَلِيهُ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ. بَيَانُ اللَّهِ يَأْمُرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالتَّرَفُّعِ عَنِ الْاِسْتِجَابَةِ لِدَوَاعِي الثَّأْرِ وَمَششَاعِرِ الضَّغِينَةِ وَالْحِقدِ، وَالْاِنْقِيَادِ بَدَلًا عَنْ ذَلِكَ لِمَشَاعِرِ الرّحمةِ فَكَيْفَ الْحَالَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إلَهُ إلا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا ععَبِدَهُ وَرَسُولُهُ ؟
ثَمَّ إِنَّ هَذِهِ الْآيَة تَحْمِلُ دَلَالَةً قَاطِعَةَ عَلَى أنّ الْجهَادَ الْقتَالِيَّ لَمْ يُشْرَعْ لِحَمْلِ الْكَافِرِينَ قَسسْرَا عَلَى الْإِسْلَامِ، وَإِنَّمَا شُرِّع لِدَرْءِ خَطَرِ الْحِرَابَةِ عَنِ الْمُسْلِمِينَ.
فَمَهْمَا اِبْتَعَدَ هَذَا الْخَطَرُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، اِبْتَعَدْت مَعهُ مَشْرُوعِيَّةُالْجهَادِ الْقتَالِيِّ. إِذْ لَوْ كَانَ الْمرَادُ مِنَ الْجهَادِ حَمْلُ الْكَافِرِينَ عَلَى الدُّخُولِ فِي الاسلام،إِذَنْ لَمْ يَجُزْ تَرْكُ هَذَا الْمُشْرِك يُعود إِلَى فِئَتِهِ. بَعْدَ أَن دَخل فِي دَارالسّلَامِ كَافَرَا فَضْلًا عَنْ أَنْ يَتَحَمَّلَ الْمُسْلِمُونَ مَسْؤُولِيَّةَ إِبْلَاَغِهِ مَأْمَنَهُ.
إِنّ عَلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُبَاغِتُونَ النَّاسَ، بِجَرَائِمِهِمْ، فِي الظّلامِ،وَيَنْشُرونَ أَسَبابَ الرُّعْبِ وَعَوَامِلَ الْقَتْلِ وَالدَّمَارِ بَيْنَ الْمُسْلِمِين البُرَّآءِ، وَالدَّاخِلِينَ فِي ذِمَّتِهِمْ مَنِ الْوَافِدِينَ الْمُسْتَجِيرِين َكَمَا قَالُ اللَّه، بِاِسْمِ الْجهَادِ فِي سَبِيل اللَّه أَنْ يُعْلِنُوا عَنْ مَوْقِفِهِمْ مَنْ قُوِّلَ رَسُولُ اللَّه فِي الْحَديثِ الَّذِي سَبَقَ ذِكْرُهُ
....) ( مَنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتي عَلَى أُمَّتي
وَعَنْ مَوْقِفِهِمْ مَنْ قُوِّلَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿ وَإِنْ أحَدٌمِنَ الْمُشْرِكِينَ اِسْتَجَارَكَ.... الخ الآية )
أَعْتَقِدُ أَنّهُمْ لَنْ يَجِدُوا فِي كَلَاَمِنَا هَذَا مَا يُقْنِعُهُمْ، أَوْ يُحْمِلُهُمْ عَلَى أَنْ يُعِيدُوا النَّظَرَ فِي الْجَرَائِمِ الَّتِي يَرْتَكِبُونَهَا تَحْتَ غِطَاءِ الْجهَادِ،وَالسَّبَبَ فِي ذَلِكَ أَنّنَا مَعْشَرِ الْعُلَمَاءِ ينبغي أن نقومَ بِوَاجِبِنَا تُجَاهَ هَؤُلَاء وَهُوَ يَتَمَثَّلُ مِنْ وَجِهَة نَظَرِنا فِي عدَّةِ أمور:
أولها: أَنّهُ يَجِبْ عَلينَا أَنْ نَتَّخِذَ مَوْقِفًا حَاسِمًا وَوَاضِحًا مِنْ هَذَاالْفِكرِ، بَلْ وَمِنْ الْمَذَاهِبِ الَّتِيي
تُنَظِّرُ لَهُ فِي أَرَجَاءِ الْعَالِمِ الْإِسْلَامِيِّ،دُونَ أَنْ نَتَرَدَّدَ أَوْ نُقِيمَ وَزْنًا لِعَلَاقَاتٍ أَوْ مُوَائَمَاتٍ.
لِقَدْ مَرَّتْ فترةٌ مِنَ الزَّمَنِ، كَانَ كَثِيرُ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَرِجالِ الدَّعْوَةِالْإِسْلَامِيَّةِ، الَّذِينَ
يُنكِرونَالْيَوْمَ هَذِهِ الْجَرَائِمَ الَّتِي تُمَزِّقُ شَرْعَةَالْإِسْلَامِ، مَا بَيْنَ مُؤَيِّدِ لِهَا وَسَاكِتٍ عَنهَا آنذاك
والأمرُ الآخَرُ هُوَ أَنْ نَعْمَلَ جَاهِدِينَ عَلَى جَمْعِ مَرْجِعِيَّاتِنَا الْفِقْهِيَّةِ الرَّسْمِيَّةِفِي مَرْجِعِيَّةِ ووَاحِدَةٍ، مُؤَلَّفَةٍ
مِنْ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْمَوْثُوقِ بِعَلْمِهِمْ وَتَحَرُّرِهِمْ مِنْ أَسْبَقِيَّاتِ الْمُصَالِحِ الْحِزْبِيَّةِ
وَالسِّيَاسِيَّةِ، الْمَشْهُودِ لِهُمْ بِالْاِسْتِقَامَةِ وَالتَّقْوَى، وَعَلَى أَنْ تَكون هِي وَحْدَهَا الْمُخَوَّلَةُ فِي إِصْدَارِ الْفَتَاوَى الشَّرْعِيَّةِ، وَالسَّبِيلُ إِلَى ذَلِكَ الْعَمَلُ بِالْوَسَائِلِ الإعلامية الْمُمْكِنَةِ عَلَى بَثِّ الثِّقَةِ بِهَا، دُون غَيْرِهَا، فِي الْأَوْسَاطِ الْإِسْلَامِيَّةِ كُلّهَا.
إِنْ الْمَرْجِعِيَّاتِ الدينيةَ مَا زَالَتْ تَتَكَاثَرُ مُنْفَصِلَةً بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ بَلْ متخالفةً فِي كَثِيرٍ مَنِ الْآررَاءِ الْفِقْهِيَّةِ، وَهُوَ مَا يُخَيَّلُ إِلَى الْقِيَادَاتِ الْفِكْرِيَّةَ لِلَذَّيْنِ يُمَارِسُونَ هَذِهِ الْجَرَائِمَ، أَنَّ مَنْ حَقِّههِمْ أَنْ تَكونَ لَهُم أيضاً مَرْجِعِيَّتُهُمْ الْخَاصَّةُ بِهِم وَالَّتِي تُبَرِّرُ شَذُوذَاتِهِمْ السُّلُوكِيَّةَوَالْفِكْرِيَّةَ، بِينَ يَدَيْ أَعْمَالِهِمْ الْإجْرَاِمِيَّةِ وَالْفِكْرِيَّةِ، مَا دَامَ لِكُلِّ فِئَةٍ أَوْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تَتَّخِذَ لِنَفْسِهَا مَرْجِعِيَّةً خَاصَّةً بِهَا ؟
إنني عَلَى يَقِينٍ بِأَنّهُ إذاَ قَامَ الْعُلَمَاءُ بُدورِهِمْ فِي تَمْزيقِ هَذِهِ الْخُيُوطِ الَّتِي تُكَوَّنُ مِنْهَا نَسِيججُ هَذَا الْفِكرِ الْإجْرَاِمِيِّ الْأسْوَدِ، وَقُضِيَ عَلَيهَا قَضَاءً تَامًّا، فَإِنَّ جُذُورَ هَذِهِ الْجَرَائِمِ سَتَجِفُّ، وَسَيَنْقَطِعُ عَننهَا الْمَعِينُ الَّذِي يَمُدُّهَا بِالْحَيَوِيَّةِ وَالنّشَاطِ.. وَسَتَتعَرَّى الْأَصَابِعُ االدَّخِيلَةُ المتسرِّبةُ عَنِ الْأَغْطِيَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الَّتِي تَتَحَرَّكَ الْيَوْمَ تَحْتهَا.