إجتمع سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية في بكين اليوم الجمعة 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 م، مع السيد وانج زيون ريئس إدارة الدولة للشؤون الدينية في جمهورية الصين الشعبية.  
وحضر الاجتماع كل من الشيخ روشان عباسوف النائب الأول لرئيس مجلس شورى المفتين لروسيا، نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية والسيد إلدارعلييف رئيس قسم العلاقات الدولية، والسيد دينار عين الدين مدير الإدارة .
ومن الجانب الصيني حضر الاجتماع السيد مصطفى يانغ جيبو نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية، وعدد من المسؤولين في إدارة الدولة للشؤون الدينية في الصين.
ومن السفارة الروسية في بكين، حضر الاجتماع المستشار فيكتور باشكوف مسؤول العلاقات الثنائية، و السيد غريغوري جيغاركوف من ملحقية العلاقات الثنائية في السفارة الروسية.
ورحب السيد وانج زيون ريئس إدارة الدولة للشؤون الدينية في جمهورية الصين الشعبية ترحيبا حارا بالزعيم الروحي لمسلمي روسيا الاتحادية المفتي الشيخ راوي عين الدين، قائلاً : " أنتم سماحة المفتي صديق قديم لنا ، ونحن سعداء أن نرحب بكم في عاصمة جمهورية الصين الشعبية "، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها وفد مسلمي روسيا الإتحادية إلى الصين عام 2007م ، كان لها الزخم والتأثير الإيجابي الكبير في تطويرالتعاون بين بلدينا في مجال الشؤون الدينية، قائلا إن إدارة الدولة للشؤون الدينية ستواصل تقديم كل المساعدة الممكنة من أجل تعزيز العلاقات بين مجلس شورى المفتين لروسيا والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية مع الجمعية الإسلامية الصينية بسبب توفر الكثيرمن العوامل التي تجمعنا مع مسلمي روسيا.
بدوره شكر سماحة المفتي راوي عين الدين السيد وانج زيون ريئس إدارة الدولة للشؤون الدينية في جمهورية الصين الشعبية على إتاحة الفرصة لمناقشة المسائل المتعلقة في تطوير وتعميق العلاقات في المجال الديني و الثقافي، مؤكداً على أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها يوم البارحة مع الجمعية الإسلامية الصينية ستخدم مصالح المسلمين وممثلي الديانات الأخرى في كل من روسيا والصين.    
وأشار الجانبان إلى أهمية دعم الدولة لمثل هذه المبادرات وكذلك دعمها لأنشطة المؤسسات الإسلامية في نشاطاتهم المحلية والدولية، ونقل سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين التجربة الروسية، مشيراُ إلى أن مجلس الرئاسة المختص بالتعاون مع المؤسسات الدينية، ومجموعة العمل المنبثقة عنه والمتخصصة بالتعاون الدولي، هي التي طرحت موضوع التفاعل والتعاون بين المنظمات الدينية بين البلدين، وكذلك موضوع مد جسور التعاون بين الكنسية الأرثوزكسية الروسية مع إخوانهم في جمهورية الصين الشعبية وذلك خلال الزيارة التي قامت بها مجموعة العمل هذه إلى الصين.
وبمبادرة من الجانب الروسي تم طرح مسألة المشاريع المشتركة لتعزيز انتشارالمذهب الحنفي التقليدي، وكذلك حماية المجتمعات الدينية التقليدية من الأفكار الراديكالية والمتطرفة في إطار المشروع العالمي لطريق الحرير الجديد. وقد تم تأييد هذه المبادرة من قبل الجانب الصيني، وتقرر الشروع فوراً في إجراء دراسة شاملة لهذا التعاون المشترك.
وقال المسؤول الصيني : " إن مشكلة التطرف، وتغلغل أفكار الإرهاب والتطرف هي مصيبة مشتركة للجميع . ومن الضروري إنشاء آلية نستطيع من خلالها مناقشة سبل المواجهة مع إشراك الإخصائيين من الصين وروسيا وآسيا الوسطى. ولا يستطيع أحد بمفرده النجاح في ذلك "
وخلال الاجتماع، أطلع سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين ريئس إدارة الدولة للشؤون الدينية في جمهورية الصين الشعبية على خطط التعاون المستقبلية مع الجمعية الإسلامية الصينية. وعلى وجه الخصوص، أشار إلى زيارة الوفد الرسمي للجمعية الإسلامية الصينية إلى روسيا في العام 2016
وفي نهاية الإجتماع وجه الزعيم الروحي لمسلمي روسيا إلى السيد وانج زيون ريئس إدارة الدولة للشؤون الدينية في جمهورية الصين الشعبية دعوة لزيارة روسيا الإتحادية والتعرف على نشاطات الجاليات الدينية الإسلامية.
بعد اللقاء شارك الوفد الروسي في أداء صلاة الجمعة في مسجد نيوجيه، الذي يعتبر من أكبر وأقدم المساجد في العاصمة الصينية، حيث بني هذا المسجد سنة 996 م في إحدى ضواحي بكين الجنوبية، والتي كان يسكنها منذ القدم المسلمون الصينيون.  
بعد أداء صلاة الجمعة توجه الوفد الروسي لزيارة قرية مسلمة (جيانغ تاو) والتي تقع في ضواحي بكين. و يعيش في هذه البلدة حالياً ما يقارب 4500 نسمة فقط و يعمل فيها حوالي 50 شركة و 9 مزارع من بينهم 13 شركة اقتصاد جماعي و 10 شركات مساهمة و 26 شركة فردية. ومعظم هذه الشركات تعمل في مجال الزراعة والثروة الحيوانية والبيوت البلاستيكية والتجارة، وتكنولوجيا المعلومات، والبناء والعقارات.
و يتواجد في هذه القرية الصغيرة مركز ثقافي كبير وعصري. كما تم بناء مسجد كبير يتسع ل 1700 مصل ، وروضة أطفال إسلامية كبيرة. وفي المستقبل القريب يعتزم فتح مركز تجاري إسلامي كبير مع تواجد كبير للبضائع الإسلامية، وكذلك فندق يوافق متطلبات ومعاييرالحلال.
والجدير بالذكر أنه خلال زيارة وفد مجلس شورى المفتين لروسيا والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية إلى جهورية الصين الشعبية والتي استغرقت ثلاثة أيام ، جرت لقاءات مع كل من رئيس إدارة قرية سو تشانغ تشونغ، والممثلين الإقليميين للجمعية الإسلامية الصينية ، ومع إمام المسجد والمصلين. وخلال هذه الاجتماعات، اتفق الجانبان على الاستمرار في التعاون المشترك.